القول في الفتح والإمالة
والفتح عند العلماء الأصلُ .............. والكسرُ فرع قال هذا الكل
لأنه يفتح ما يمال .............. ولا يمالُ الفتح فيما قالوا
والكسر تعبير عن الإمالة .............. وهي للإعلام والدلالة
على انقلاب الحرف في الكلامِ .............. والأصلِ لا في اللفظ والنظامِ
عن ياء او لكسرة في الحرفِ .............. وذاك إجماع بغير خلف
يقرب الحرف إذا أميلا .............. من ذاك تخفيفا كذا قد قيلا
القول فيما يمال
وكل شيء من ذوات الياء .............. في فعل او في اسم من الأسماء
يميله حمزة والكسائي .............. لكونه بالياء في الهجاء
مع اتباعهم لما يروونه .............. عن الرسول هكذا يحكونه
وذاك نحوُ {المنتهى} و{السلوى} .............. ومثله {ثم استوى} و{النجوى}
والألفات اللاء قبل الراء .............. يميلها زَيَّـان والكسائي
وذا إذا الراء أتت مجرورة .............. ولم تكن لبنية مكسورة
لجرة الراء هي الإمالة .............. كما مضى في أول المقالة
وذاك نحو قوله {في النار} .............. و{الدار} و{النهار} و{القرار}
وغير من ذكرتُ قد يميلُ .............. من ذاك شيء ذكره يطولُ
ونافع في الكسر لا يبالغُ .............. وذلك المختارُ وهو السائغ
القول فيما لا يمال
وكل ممدود من الأسماء .............. مفخم كالماء والهواء
وأحرف الأداة لا تمال .............. نحو {على} بالكسر لا يقال
ومثله{ لدى} و{حتى} و{إلى} .............. وشبهُ ذاك{ ما} و{لا} و{إلا}
وألف الإثنين مثلهنه .............. كذا ذوات الواو كلهنه
وذاك نحو {رجلان} و{خلا} .............. ومثله {الصفا} ومثله {علا}
فكل هذا فتحه إجماع .............. وليس فيه الكسر والإضجاع
إلا الرباعيات لا محالة .............. فإنها تجري على الإمالة
أعني من الأفعال والأسماء .............. لأنهن من ذوات الياء
كقوله {يدعى} و{أدنى} و{ابتلى} .............. و{من تزكى} و{اعتدى} و{استعلى}
ومثل ذاك كل ما قد جاءا .............. من الأداة يشبه الأسماءا
فالكسر جار فيه أينما أتى .............. كقوله {بلى} و{أنى} و{متى}
وأحرف الحلق والاستعلاء .............. تمنع من إمالة الأسماء
الضاد والظاء معا والطاء .............. والصاد ثم القاف ثم الخاء
والغين وهي سبعة فاعلمها .............. وميزن أحوالها وافهمها
جمعها قراؤنا للحفظ .............. في قولنا (ضغط خص قظ)
فهذه الحروف لن تمالا .............. إلا إذا خالطت الأفعالا
كقوله {اتقى} و{أعطى} و{قضى} .............. ومثله {ابتغى} ومثله {مضى}
لأنها تعلو إلى نحو الحنك .............. والفتح عالٍ فاستوى التفخيم لك
والميل كالهابط في انحدار .............. لذاك لم تختص بانكسار
وحسن الإضجاع في الأفعال .............. لأنها ذوات الانتقالِ
مع حلول تلك في الأطراف .............. إذا أملتها بلا خلاف
والاسم لا يزول عن بنائه .............. مع حلول تلك في ابتدائهِ
والحرف من حروف الاستعلاء .............. يغلبه في الكسر حرف الراءِ
لأنه مكرر شديد .............. فحكمه لذاك ما يزيد
وكسره مقام كسرتين .............. إذ هو في التحصيل كالحرفين
وذاك نحو قوله في الغار .............. ونحو ذي الأبصار والفجار
وإن تقف أيضا أملت ذاكا .............. مع ذهاب جره هناكا
فهذه أصول هذا الباب .............. فقس عليها فزت بالصواب
القول في الراءات
ومذهب القراء في الراءات .............. إذا أتين متحركات
بالفتح أو بالضم لا بالكسر .............. أو ساكنات مع غير الجر
تفخيمهن في كلا الوجهين .............. هذا الذي قد صح في الضربين
فإن سكن والتقت بهنه .............. من قبلهن كسرة فهنه
مرققات حيثما أتينا .............. في كل ما قلنا كما روينا
ووقفهم في ذاك مثل وصلهم .............. كذاك أُدِّىَ لنا عن كلهم
وقد روى الترقيقَ للراءات .............. ورش مع الكسرات والياءات
هذا إذا كن محركات .............. والكسرات غير عارضات
وحرف الاستعلاء بعدهنه .............. إذا أتى أوجب فتحهنه
ومثله الراء إذا تكررت .............. وهي بغير الجر قد تحركت
ومثل ذاك الاسم الاعجمي .............. إذا لحقته وذا خفي
ووقفه في الكل مثل الوصل .............. كذا أتانا من طريق النقل
عنه إذا وقف بالإسكان .............. أو رام أو أشم للبيان
فقس على هذا الذي شرحتهُ .............. موفقا واعمل بما قد قلته
القول في اللامات
وكل لام حكمها الترقيق .............. هذا الذي يوجبه التحقيقُ
لزمها تحريك او سكون .............. فغير ذا فيها فلا يكون
واللام في اسم الله قد تفخم .............. إذ ربنا مهيمن معظم
فبابه التفخيم لا الإضجاع .............. وهو حكمها وذا إجماع
وذاك فيها مع غير الكسر .............. ومعه الترقيق فيها يجري
كذا أخذناه من الأداء .............. في مذهب الراوين والقراء
وقد أتى التغليظ للامات .............. إذا وردن متحركات
بالفتح قد وليهن الطاء .............. والصاد أيضا مثلها والظاء
وهن مفتوحات او سواكن .............. في كل موضع من الأماكن
عن ورش القاري أبي سعيد .............. وليس في القياس بالبعيد
القول في الساكنين من كلمتين
والساكنان لهما حكمان .............. بالشرح والتلخيص يدركان
الحذف والتحريك للحروف .............. وذا من الخفي لا المعروف
فأحرف المد هي المحذوفة .............. وغيرها مكسورة خفيفة
حاشا حروفا قلة أسميها .............. لعلل عدل عنه فيها
فالميم إن رأيتها للجمع .............. والواو أيضا فهما بالرفعِ
يحركان مع فتح الحرفِ .............. من قبل ضم الواو بعد الحذف
فالميم نحو {لكمُ الأمثالا} .............. والواو نحو {اشتروُا الضلالا}
وإن أتى بعد السكون حرفُ .............. لحقه ضم ففيه خلفُ
فالكسر فيه جائز والضم .............. والضم أقوى وهو الأعم
وذاك نحو قوله {أنُُِ اشكر} .............. و{قالتُِ اخرج} و{فتيلا انظر}
هذا مع الضم الصحيح اللازم .............. وما عداه فهو غير حاكم
والنون مِنْ مِنَ التي للجر .............. تفتحها في اللفظ عند الْمَرِّ
كراهة النطق بكسرتين .............. إذ ذاك في الثقل كضمتين
ومثلها ميم التهجي الجاءِ .............. في آل عمران لأجل الياء
وما سوى ذا فاعلمن مكسور .............. للساكنين هكذا يدور
القول في ياءات الإضافة
والياء للإضافة اعتبرها .............. وبالذي أنبيكه اختبرها
تعرفها مع اللزوم للطرف .............. لكونها مزيدة لا تختلف
وكل حرف قبلها مكسور .............. أو ساكن وعلم ذا مشهور
فضمها وكسرها معيبُ .............. وثقل ذاك قل ما يغيب
أما إذا كان الذي يليها .............. كسرا فإن الخلف جاء فيها
بمذهبين الفتح والإسكانِ .............. كلاهما في الذكر يوجدان
والفتح الاصل عند جل الناس .............. وغيره فرع بلا التباس
فنافع يختار فيها الفتحا .............. وحمزة يسمح فيها سمحا
فيسكن الياءات كلهنه .............. ولا يراعى الحرف بعدهنه
وغير هذين فبعض يسكن .............. ويفتح البعض وهذا ممكن
لتجمع اللغاتُ والحروف .............. ومثل هذا سائر معروف
وإن يك الساكنُ قبل الياء .............. فالفتح فيها مذهب القراء
وقد أتى إسكانه عن نافعِ .............. في أحرف لست لها بدافعِ
ولا أرد الكسر للمروي .............. عن حمزة في ياء {مصرخيِّ}
إذ ذاك من نقلهما مشهورُ .............. وعن أيمتهما مذكور
وفي لغات الفصحاء قد سمع .............. ومن قياس النحو ليس يمتنع
أف لمن يرد ما رواه .............. من شاهد الأصحاب أو قراهُ
برأيه السوء وبالقياس .............. تلك لعمري نزغة الخناسِ
القول في الياءات المحذوفات
والياء قد تجدها محذوفة .............. في الرسم في أمكنة معروفة
وياؤها أصلية وزائدة .............. وشرح ذا زيادة وفائدة
وحذفها من سائغ اللغات .............. سمعها قوم من الأثباتِ
وللأيمة الرواةِ فيها .............. مذاهب ثلاثة أحكيها
إثباتها في الوصل والوقوفِ .............. وذاك في الماضي من المحذوف
والحذف في الحالين والإثباتُ .............. في الوصل وهي كلها لغات
وكل ذا يدرك بالرواية .............. عمن سما وبلغ النهاية
القول في هاء الضمير
والهاء إن أتتك للضمير .............. فحكمها الإشباع للتكثير
لأنها حرف خفي جدا .............. فالياء والواو لها أَعِدَّا
تقوية لشدة الخفاء .............. وذاك إجماع من القراءِ
هذا إذا كان الذي يليها .............. محركا فاعتبرن ذا فيها
والساكن الواقع قبل الهاء .............. يمنع من تكثيرها بالياء
والواوِ إلا ابنَ كثير وحده .............. فالوصل والتكثير فيها عنده
وذلك الأصل لكل هاء .............. أتت ضميرا خيفة الخفاء
وهذه الصلة عند السكتِ .............. لكلهم ساقطة بالبت
لأنها زيادة في الهاء .............. فهي كالتنوين في الأسماء
ألا تراه ثابتا في الوصل .............. وفي الوقوف ساقطا بالكل
كذلك الصلة في الضمير .............. في الوصل والوقف وفي التنظير
وإنما ذاك لما قلناه .............. وللذي من قبلُ فسرناه
وفي كتاب ربنا هاءات .............. ورد في جميعها لغاتُ
قرا بها الأيمة المشاهر .............. واختارها الأعلام والأكابر
منهن وصل الهاء والإسكانُ .............. والاختلاس كل ذا بيانُ
وذا إذا اتصلن بالأفعال .............. وقد جزمن فارعين مقالي
القول في هاء السكت
وتعرف الهاء التي للسكتِ .............. بما حكاه كل حبر ثبتِ
من أنها زائدة وساكنة .............. فهي بذا لغيرها مباينة
ومذهب الأيمة القراء .............. فيها بأن توصل في الأداء
لكونها ثابتة في الرسم .............. فهي تجري عندهم في الحكم
مجرى جميع اللازم الأصلي .............. وليس ذا في النحو بالقوي
لقول أهل العلم باللسان .............. بأنها تزاد للبيانِ
عن فتحة الحرف الذي يليها .............. فإذ كذا المعنى المراد فيها
فحكمها الإثبات في الوقوف .............. وغير ذاك ليس بالمعروف
والوجه في إثباتها في الوصل .............. عندهم مع اتباع النقلِ
الحمل للوصل على الوقوف .............. وذا قوي ليس بالضعيف
إذ الشواهد له كثيرة .............. موجودة في الكتْبِ مستنيرة
وقد أتت مواضع معروفة .............. حذف فيها الهاءَ أهلُ الكوفة
في الوصل وحده لما قدمته .............. والكل مختار لما بينتهْ
القول في الهاء والميم
والميم للجميع قد يليها .............. ضمائر ثلاثة أسميها
الكاف والتاء معا والهاء .............. وكلها يضمها القراءُ
إلا إذا وقع قبل الهاء .............. كسرةٌ او أتت كبعد الياء
فإنها تكسر بالإجماع .............. حينئذ وهي على الإتباع
للياء والكسرة إذ بذاكا .............. يخف لفظ الحرف فاعلم ذاكا
وحمزةٌ فالنص عنه جاءا .............. في كلمٍ فيهن ضمَّ الهاءا
هن (عليهُم) وكذا (إليهُم) .............. ومثل هذين معا (لديهُم)
والضم أصلها بلا خفاء .............. وكسرها فرع لأجل الياء
والميم بعد هذه الضمائر .............. يسكنها القرأة الأكابرْ
وبعضهم يضمها في الوصل .............. ويظهر الواوَ التي للأصل
والضمُّ مذهب الحجازيينا .............. وغيره قراءة الباقينا
وكلهم ألزمها السكونا .............. في الوقف والإشمامُ لن يكونا
في قولهم فيها لذاك فيه .............. والروم أيضا هكذا أرويه
عمن لقيته من الأيمة .............. ممن له نباهة وهمة
وإن أتى الساكن بعد الهاء .............. والميمِ فالخلف عن القراء
قد جاء فيهما معا فاعلمه .............. وكل ما أذكره فافهمه
فجلهم يختار كسر الهاء .............. ويرفع الميم على استواء
وبعضهم يضمها في الوصل .............. وبعضهم كره ذا للثقل
فكسر الحرفين للإتباع .............. للكسر والياء ولم يراعِ
أصلَهما وكل ذا فصيح .............. ونقلُه متصل صحيح
القول في الوقف التام والحسن والقبيح
ومن كمال الحذق والإتقان .............. معرفة الوقوف في القرآن
على التمام وعلى الكاف الحسن...........وما سواهما قبيح فاعلمن
كذا حكاه الفاضل المرضي .............. محمد بن القاسم النحويُّ
أما جميعُ القول في التمام .............. فهو انقطاع آخر الكلام
أكثر ما يوجد في الفواصل .............. وفي انقضاء القصص الكوامل
وقد يكون في سوى هذين .............. وبعد آية وآيتين
والقطع في رءوس الاي قد أتى .............. رواية عن النبي المصطفى
وجاءنا عن غير ما إمامِ .............. بأنها مواضع التمام
فوجب استعمال ما روينا .............. عنهم وصح كل ما حكينا
وبعد هذا فلنقل في الكافي .............. مقالة تغني عن الإسرافِ
هو الذي في الحكم والحقيقةْ .............. دون التمام فافهمن طريقه
لأن ما بعد الكلام فيه .............. مرتبط بكل ما يليه
من جهة الألفاظ والمعاني .............. ومن طريق النظم والبيان
وبعضهم يفضل في الكفاية .............. بعضا وذا يدرك بالدرايةْ
والكل قد نهى عن الوقوف .............. على المضاف وعلى المعطوف
ومثله المبدل والمنعوت .............. وشرح هذا فيه ما يفوت
فقس عليه كل عامل عمل .............. في غيره فهو به كالمتصل
فقطعه منه قبيح جدا .............. فاستعملن في الكل ما قد حدا
ولا تقف إلا على تمام .............. أو حسنٍ كافٍ من الكلامِ
وكل هذا قطبه الإعرابُ .............. من فاته فارقه الصوابُ
فألزم الأشياء للقراء .............. معرفة الإعراب للأداء
وفهم ما يجيء في القرآن .............. من غامض يدرك بالبيان
القول في الوقف على الخط
واتبع المرسوم في المصاحف .............. عند الوقوف لا تكن مخالفْ
له وإن لم يقوَ في القياسِ .............. فهو أولى عند كل الناسِ
إذِ الكرام السادة الصحابة .............. هم الذين حاولوا الكتابةْ
لذاك فهو الحق عند الكل .............. من النحاة ومن اهل النقل
فكل حرف جاء في الهجاء .............. من ألف أو واو او من ياء
مثبتا أو ساقطا من ذاكا .............. فالوقف فيه كله كذاكا
ومثله المقطوع والموصول .............. وذكر ذا ممثلا يطولُ
وكل هاءٍ كتبت في الرسم .............. تاء على خلافها في الحكم
فالوقف في جميعها بالتاء .............. على الذي رسم في الهجاء
هذا الذي صحت به الرواية .............. عن الأيمة أولي الدراية
وعنهم في بعضه خلاف .............. وكله إليهم يضافُ
فما أتى عنهم خلافٌ فيه .............. من ذاك فانقله كما ترويه
ولا تقابل ما رواه الناسُ .............. بالرد إن ضعفه القياسُ
فليس شيء مثلَ الاتباع .............. فاسلك طريق النقل والسماعِ
القول في الروم والإشمام
والروم والإشمام في الوقوف ............... من القوي الساير المعروف
والأصل أن يوقف بالإسكان ............... على جميع كلم القرءان
ما كان منها معربا في الوصل ............... أو للبناء في جميع الأصل
لأن معنى الوقف ترك ذلكا ............... من قولهم وقفت عن كلامكا
إذ اقتضى كلامه وتركه ............... كذاك معنى الوقف ترك الحركه
ممن أتى عنه من الأئمه ............... الروم والإشمام في الأتمه
رواية حمزة والكسائي ............... وابن العلا من جهة الأداء
لا من طريق النص والروايه ............... وعاصم عنه أتى حكايه
وجاء في الوقف عن المكي ............... ما ليس بالثابت والقوي
أريد في النقل وفي الروايه ............... لا في قياس النحو والدرايه
إذ الذي عنه أتى الإسكان ............... وقد مضى عن ذلك البيان
وغيرهم لم يأت عنهم فيه ............... رواية هذا الذي نرويه
والاختيار الوقف بالإشمام ............... والروم في القرءان والكلام
لما هما عنه يؤديان ............... من حركات الحرف والبيان
لكن من مذاهب القراء ............... ألا يروم النصب في الأداء
لكونه حركة خفيه ............... فهو لذا يظهر بالكليه
إذا أريد رومه في الوقف ............... فعدلوا عنه من أجل الضعف
وقال سيبويه في كتابه ............... ما قد أتى مسطرا في بابه
علامة الإشمام عند الضبط ............... نقيطة وجرة كالخط
للروم والإسكان فيه الخاء ............... علامة وقد يقال الهاء
فالروم قد يعرفه الضرير ............... ويقتضي إشمامك البصير
إذ ذاك قد شبه بالإخفاء ............... وذا فيستعمل بالإيماء
وذاك قد تسمعه الأذنان ............... فهو لذا أوكد في البيان
وذا فضم الشفتين حكمه ............... لذا إلى الرؤية يعزى علمه
وذاك يستعمل في الجميع ............... في النصب والخفض وفي المرفوع
وذا فيختص به المرفوع ............... فهو إذن في غيره ممنوع
لبعد عضو الخفض والمنصوب ............... من مخرج الضمة في الترتيب
وكل هذا قول سيبويه ............... وهو الصحيح فاعتمد عليه
وهو لعمري من دقيق القول ............... فاسأل هديت الفهم من ذي الطول
القول في الوقف على المنون وعلى النون الخفيفة
فالوقف في المنون المنصوب ............... كرسمه في كل ما مكتوب
فألف تبدلها من ذاكا ............... فاعمل بذا فيه إذا أتاكا
وإنما لحقه الإبدال ............... لخفة النصب كذا يقال
وغيره الإبدال فيه يضعف ............... لثقله لذاك ليس يعرف
وامتنع الوقف على التنوين ............... مخافة اشتباهه بالنون
من حيث كان زائدا وكانت ............... أصلية لذاك عنه بانت
والنون إن رأيتها خفيفه ............... أبدلتها لكونها ضعيفه
بألف في الوقف كالتنوين ............... إذ لفظه وحكمه كالنون
ورسمه كرسمها في الخط ............... لذاك ما وافقها في النقط
نحو {لنسفعن} ومثل ذاكا ............... {إذاً} لأن رسمها كذاكا
هذا الذي جاء عن القراء ............... في ذاك في النقل وفي الأداء
مع الموافقة للمرسوم ............... وما سواه ليس بالمعلوم
عند جميع المتصدرينا ............... وعند أهل النقل أجمعينا
القول في الوقف على هاء التأنيث
والهاء للتأنيث عند الوقف ............... ساكنة هذا بغير خلف
وامتنع الإبدال عند الكل ............... لكونها غير التي في الوصل
إذ التي في الوصل تاء تعرب ............... والهاء ما لذاك فيها مذهب
بل هي كالألف في الخفاء ............... لذاك ما أمالها الكسائي
كما أمال الألفات اللائي ............... يجئن في التأنيث للأسماء
فلا يجوز رومها هناكا ............... أيضا ولا إشمامها لذاكا
واعلم بأن أصل هذي الهاء ............... تاء تعرف بلا خفاء
وإنما ألزمت الإبدالا ............... في الوقف والتغيير والإعلالا
ليفرقوا ما بين تاء الأصل ............... وبينها وبين تاء الفعل
القول في ألفات الوصل وألفات القطع في الأسماء والأفعال والحروف
والألفات كلها شَيَّانِ ............... وصل وقطع وهما نوعانِ
لكل نوع منهما قياسُ ............... يدرى به ليس به التباسُ
في الاسم والأفعال يوجدان ............... وكل ذا يوضح بالبيان
فألفات الوصل في الأسماء ............... سبع وما بهن من خفاءِ
في (امرأة) وفي (امرئ) و(اثنين) ............... وفي (ابنت) و(ابنٍ) وفي (اثنتينِ)
و(اسمٍ) وتبتدئها بالكسر ............... وكلها يذهب عند المرِّ
دليلها في صحة التقدير ............... بأنها تسقط في التصغير
وما عدا هذي من الأسماءِ ............... فألفاتها بلا امتراءِ
مقطوعة ثابتة شديدة ............... أصلية وَرَدَتَ او مزيدةْ
وتعرف الألف في الأفعال ............... بأنها للوصلِ بالمثالِ
أذا رأيت أول المستقبل ............... محركا بالفتح لم ينتقلِ
فالألف التي لفعل الأمر ............... موصولة فابدأ بها بالكسر
إذا أتى ثالثه محركا ............... بالفتح أو بالكسر فيه اشتركا
وذاك نحو قوله {قلنا اضرب} ............... و{رَبنَّا افْتَحْ} وكذا {طُوَى اذْهَبْ}
وشبهه وذاك حين حركت ............... للساكنين فلهذا كسرتْ
سكونها والساكن الذي له ............... جيءَ بها فاحذر بأن تزيله
عنها أريد الكسر فهو الأصل ............... كما مضى في الساكنين قبلُ
وإن أتى ثالثُه مضموما ............... فالضم قد يلزمها لزوما
في الابتداء طلبَ التسهيلِ ............... للفظ والميل عن التثقيل
وهو الخروج من حدود الكسرِ ............... إلى حدود الضم فافهم وادري
وذاك نحو قوله {أَنُ اغْدُوا} ............... ومثله {اخْلُفْنِي} ومثله {اعْبُدُوا}
وإن تك الضمة غير لازمةْ ............... في ثالث الفعل فليست حاكمةْ
فتكسر الألف في نحو {اتَّقُوا} ............... و{ابْنُوا} و{ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ} وارتقوا
وإنما بنيتُ الابتداءا ............... بها على الثالث حيث جاءا
إذ هو كاللازم لا يزولُ ............... والحركات فيه لا تحولُ
وألفُ (افتح) لم تكن مفتوحة ............... بالفتحة اللازمة الصحيحة
خيفة لبس الأمر بالإخبار ............... كقولنا: (أفتح باب الدار)
لذاك ما كسرتها هناكا ............... كالثالث المكسور فاعلم ذاكا
وما سوى هذا من الأفعال ............... فحكمه القطع بكل حال
فالألف المقطوعة الأصلية ............... تعرفها بأنها سِنْخِيَّة
لكونها فاء من الأفعال ............... في كل ما ياتي من المقال
وما عداها زائد مقطوعُ ............... إذ هو من أصل البنا ممنوع
وأول استقباله مضموم ............... وكل هذا بين مفهوم
وألفُ المخبِر في الأفعال ............... دليلها دليل الاستقبال
وهي إذا أتتك في الرباعي ............... مضمومةٌ من غير ما امتناعِ
لأجل حذف الهمزة الأصلية ............... أعطيت الحركة القويةْ
وما عداه فهي فيه تفتح ............... وكل أصل سوف عنه أفصحُ
والألف التي للاستفهام ............... بـ(أن) و(هل) تدرى بلا اكتتام
إن التقت بهمزة فخففت ............... فالمد من سببها إذ لُيِّنَتْ
وذلك المد إذا فصلتا ............... بألف أطولُ إذ قد زدتا
حرفا من الحروف ذات اللين ............... لذاك ما قد زدت في التمكين
وكل فعل لم يسم فاعله ............... فالضم تختص به أوائله
الألفاتِ كن أو سواها ............... في كل موضع كذا تراها
إلا إذا ما اعتلت العيونُ ............... فالكسر في الفاءات قد يكون
وقد يشم ضمها الكسائي ............... وغيرُه من جلة القراء
في {قيل} ثم {حيل} ثم {سيء} ............... و{سيق} ثم {غيض} ثم {جيء}
دلالة على بناء الفعل ............... وكيف كانت فاؤه في الأصل
وحكم الاشمام لهذا القسم ............... بأن يمال الكسر نحو الضم
كما يمال الفتح نحو الكسر ............... في (النار) و(النهار) فاعلم وادري
والألفات اللاىء قبل اللام ............... يجئن نحو القول والكلام
للوصل يفتحن في الابتداء ............... خلاف ما في الفعل والأسماء
والمدَّةُ التي للاستفهام ............... في ألفات الوصل عند اللام
هي التي تذهب عند الوصل ............... جيء بها ممدودة للفصل
والفرق بين لفظ الاستخبار ............... ولفظ من يقصد للأخبار
والألفاتُ بعدُ في الأداة ............... وشبهها يجئن أصلياتِ
فحقهن القطع دون الوصل ............... إلا إذا أسقطن عند النقل
فقد ذكرتُ كل ما في الباب ............... من نادر وخالص لباب
القول في مخارج الحروف وتفصيلها
تسع وعشرون حروف المعجم ............... فسبعة للحلق منها فاعلم
الهاء والهمزة قبل والألف ............... والعين والحاء فميز ما أصف
والغين والخاء كما بينت لك ............... والقاف والكاف فمن أقصى الحنك
والجيم والشين وحرف الياء ............... من وسط اللسان باستواء
ومخرج الدال وحرف الطاء ............... بين الثنايا مع حرف التاء
والظاء ثم الثاء بعد الذال ............... من طرفي هذين باعتدال
والزاي والصاد معا والسين ............... من الثنايا طرفا تكون
واللام ثم الراء ثم النون ............... من طرف اللسان تستبين
في مذهب القراء والحرمي ............... لا مذهب ابن قنبر البصري
بل قال إن اللام لا سواها ............... من حافة اللسان من أدناها
ومخرج التنوين وهو غنه ............... من داخل الخيشوم فاعلمنه
والضاد تنفرد عن سواها ............... لحافة اللسان من أقصاها
إلى الذي يلي من الأضراس ............... وقل من يحكمها في الناس
وأحرف الشفة منها الفاء ............... وهي من باطنها والباء
والميم والواو ثلاثهنه ............... من بين ضم الشفتين هنه
والميم فيها غنة لا الباء ............... والواو قد يصحبها هواء
فهذه مخارج الحروف ............... من قول بصري وقول كوفي
القول في أصناف هذه الحروف وأجناسها
واعلم بأن الأحرف المذكوره ............... مهموسة وبعضها مجهوره
فالهمس في الهاء وحرف الحاء ............... والخاء والكاف معا والتاء
والصاد والثاء وحرف السين ............... والفاء أيضا بعد حرف الشين
عشرة هي كما عرفتكه ............... يجمعها (فستحث شخصكه)
وما سواها فهي المجهوره ............... لم أسمها لكونها مشهوره
والجهر الاعلان بصوت الحرف ............... والهمس الاخفاء لأجل الضعف
أريد ضعف الاعتماد فافهم ............... والجهر يقوى ذاك فيه فاعلم
والأحرف الرخوة منها الهاء ............... والخاء والغين معا والحاء
والشين والصاد وضاد ثم فا ............... والزاي والسين وظاء ثم ثا
والذال ثم غيرها شديده ............... ليست لحصر صوتها مديده
الجيم والدال وحرف القاف ............... والطاء ثم التاء بعد الكاف
والعين والنون وحرف الياء ............... واللام ثم الميم بعد الراء
إلا حروفا خمسة منهن ............... فالصوت يجري ظاهرا فيهن
الراء للتكرير ذاك فيها ............... واللام لانحرافها تليها
والنون والميم لصوت الغنه ............... وللتجافي العين فاعرفنه
وأحرف الصفير فهي السين ............... والصاد والزاي به تبين
وأحرف الإطباق فهي الطاء ............... والصاد والضاد معا والظاء
ينطبق اللسان فيها بالحنك ............... فالصوت محصور بها يبين لك
وسبعة أحرف الاستعلاء ............... الغين ثم القاف بعد الخاء
والضاد والطاء معا والصاد ............... والظاء ثم المستطيل الضاد
والمتفشي فاعلمن الشين ............... والفاء فيها ذاك قد يبين
والميم والنون فحرفا الغنه ............... وهي من الخيشوم فاعلمنه
وأحرف المد ثلاث تأتلف ............... الواو والياء معا ثم الألف
وهي أمد منهما وأخفى ............... وشرح ذا في بابه قبل مضى
فهذه الأصناف والأجناس ............... لاغلط فيها ولا التباس
القول في جملة كلم القرءان وحروفه وآيه
والآن قد شرعت في التعريف ............... بعدد الكلم والحروف
وعدد الآي فجملة الكلم ............... على الذي أحصاه ذو اللب الفهم
سبعة آلاف على سبعينا ............... ألفا وأربع من المئينا
تزيد أربعين إلا واحده ............... بذلك الأخبار جاءت وارده
وجملة الحروف باختلاف ............... جاء ثلاث من مئي الآلاف
تزيد عشرين من الألوف ............... وواحدا ثم من الحروف
زد مئة منها عليها وافيه ............... وزد ثمانين وزد ثمانيه
وجملة الآيات في التجميل ............... ستة آلاف على التحصيل
ومئتان ثم زاد المكي ............... عشرا وتسعا ذاك دون شك
ثمت زاد المدني الأول ............... على الحساب المجمل المحصل
عشرا وسبعا ثم زاد الاخر ............... عشرا وأربعا وذاك ظاهر
وزاد أيضا في الحساب الشامي ............... خمسا وعشرين على التمام
وزاد فيه أيضا البصري ............... خمسا وزاد أيضا الكوفي
فيه ثلاثين وستا فاعلمن ............... وميز الجميع واحفظ وافهمن
فهذا الاختلاف في الأعداد ............... كما رواه الكل بالإسناد
القول في التجويد وشرح حروفه
من ألزم الأشياء للقراء ............... تجويد لفظ الحرف في الأداء
وكل حرف من حروف الذكر ............... مما جرى قبل وما لم يجرِ
فحقه التفكيك والتمكين ............... وحكمه التحقيق والتبيين
فاستعمل التجويد عند لفظكا ............... بكل حرف من كلام ربكا
فعن قريب بالجزيل تجزى ............... وبنعيم الخلد سوف تحظى
قد جاء في الماهر بالقرءان ............... من الشفاء ومن البيان
ما فيه مقنع لمن تدبره ............... بأنه مع الكرام السفره
هذا مقال الصادق المصدوق ............... فليرغب القراء في التحقيق
وليسلكوا فيه طريق من مضى ............... من الأئمة مصابيح الدجى
ونحن ناتي الآن بالبيان ............... عن أحرف التجويد والإتقان
ونذكر الغامض والخفيا ............... من ذاك لا الظاهر والجليا
وقد مضى من ذاك في الأبواب ............... ما يكتفي به ذوو الألباب
فأحرف التجويد منها الضاد ............... والظاء والذال معا والصاد
والشين أيضا مثلها والخاء ............... والغين مثل ذاك ثم الطاء
ومثلهن الزاي ثم القاف ............... والراء عند النون ثم الكاف
ومثل ذاك الزاي عند الجيم ............... والواو أيضا عند حرف الميم
والشين تلتقي بحرف الراء ............... والذال مثل السين في اللقاء
والجيم أيضا تلتقي بالتاء ............... والزاي والسين معا والراء
والذال إن أتتك قبل الخاء ............... والسين مثل ذاك عند التاء
ومثلهن الميم عند الباء ............... ومثل ذاك الزاي قبل التاء
والتاء أيضا تلتقي بالطاء ............... والعين عند الغين في النساء
والغين عند العين حيثما أتت ............... والضاد عند الجيم أينما التقت
وأحرف اللين فديت منها ............... وقد مضى البيان قبل عنها
فكل ما ذكرته افتقده ............... باللفظ أينما أتى جوده
أخرجه من مخرجه ممكنا ............... ملخصا من شبهه مبينا
أنله ما له من المنازل ............... لا تتركن ذاك كفعل جاهل
لم يلق أهل الحذق بالأداء ............... ولا روى عن جلة القراء
لم آت في الجميع بالتمثيل ............... خوفا من الإكثار والتطويل
فاعمل بما قدمت في الجميع ............... تفز بعلم غامض بديع
الخاتمة
فهذه الأصول في القرءان ............... بينتها بغاية البيان
ما كان منها نادرا ذكرته ............... وما أتى مفرقا جمعته
وما سوى هذا فقد أضربت ............... عنه وكل الحشو قد حذفت
كراهة التكثير والتطويل ............... ورغبة الإيجاز والتقليل
لم أر قبلي شاعرا محكما ............... ولا إماما فاضلا مقدما
نظم قولا في الذي نظمته ............... فالفضل لي لا شك إذ صنعته
نظمته طوعا بعون ربي ............... أرجو به تمحيص كل ذنبي
لم أرد أن يقال إني شاعر ............... ولا بأني حاذق وماهر
ولا أردت عرض من دنيا ............... ولا وجاهة ولا ما يفنى
إلا ابتغاء الأجر والثواب ............... من ذي الجلال الملك الوهاب
يا رب قد أوليتني جميلا ............... قصدت بي المنهاج والسبيلا
وهبتني الإيمان والإسلاما ............... علمتني القرءان والأحكاما
جنبتني البدع والأهواء ............... سلكت بي المحجة البيضاء
عرفتني طريق أهل السنه ............... فلك في الكل علي المنه
والحمد والشكر لما أوليتني ............... من نعم جميعها أعطيتني
فلا تزل علي ما أوليتني ............... من صنعك الجميل ما أبقيتني
وكل ضر فأمطه عني ............... واسمع دعائي وأجبه مني
فما سواك يا كريم يرجى ............... ولا لنا إلا إليك ملجا
إياك ندعو وإليك نرغب ............... ومنك نسأل ومنك نطلب
أنت الإله الواحد الفرد الأحد ............... والمالك المعبود والرب الصمد
والعالم المحيط بالأشياء ............... تملك أهل الأرض والسماء
تسمع من يدعو وتستجيب ............... له وأنت الشاهد القريب
يا رب فارفق بي إذا ما مِتُّ ............... في وطني أو حيثما قد كنت
هون علي الموت يا إلهي ............... بأنني لست عريض الجاه
لكثرة الذنوب والمعاصي ............... فكيف لي بالفوز والخلاص
إن لم يكن منك علي عطف ............... ورأفة ورحمة ولطف
والعفو منك للمصير العرف ............... والوعد منك ليس فيه خلف
وبعد ذا لقني الجوابا ............... إذا سئلت وقني العذابا
ثم إذا كنت يا رب وحدي ............... منفردا بعملي في لحدي
آنس إلهي وحشتي هناكا ............... واسمع لعبد طالما عصاكا
وسع علي القبر طول مكثي ............... فيه ولا تسلمني يوم بعثي
عند الحساب يوم عرض الخلق ............... يا رب ألحقني بأهل الصدق
واستر عيوبي واغتفر زلاتي ............... واغفر ذنوبا هي من هناتي
تمت بحمد الله تعالى